بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
إن الشبهة المذكورة بخصوص الحديث المروي في الكافي أورده أحمد الكاتب في أحد كتبه وهرطقاته ، وقد أجاد السيد سامي البدري في رد هذا الإشكال في كتابه :شبهات وردود"
ثم تتكررت هذه الشبهة وتبلورت لتضل طائفة من المؤمنين
تحت حركة ماتسمى باليماني فاتخذها الدجالين غرضا سنطرح هذه القضية والرد عليها وكل الشكر لكاتبين والعلماء
ونحن ننقل رده كاملاً للإفــادة
في كتابهاللهم صلِ على محمد وال محمد
إن الشبهة المذكورة بخصوص الحديث المروي في الكافي أورده أحمد الكاتب في أحد كتبه وهرطقاته ، وقد أجاد السيد سامي البدري في رد هذا الإشكال في كتابه :شبهات وردود"
ثم تتكررت هذه الشبهة وتبلورت لتضل طائفة من المؤمنين
تحت حركة ماتسمى باليماني فاتخذها الدجالين غرضا سنطرح هذه القضية والرد عليها وكل الشكر لكاتبين والعلماء
ونحن ننقل رده كاملاً للإفــادة
الرد على شبهة أن الأئمة (ثلاثة عشر) حسب بعض الروايات
للسيد سامي البدري
في الرد على شبهات أحمد الكاتب حول الإمام المهدي عليه السلام
______________________
قال السيد سامي البدري في كتابه المذكور ص92 - 96 ما يلي :
((نص الشبهة
قال [ أحمد الكاتب ]: «وعندما نشأت فكرة تحديد عدد الائمة ، بعد القول بوجود وغيبة الامام الثاني عشر (عليه السلام) كان الشيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر أو ثلاثة عشر ، إذ برزت في ذلك الوقت روايات تقول ، بان عدد الائمة ثلاثة عشر ، وقد نقلها الكليني في (الكافى) (ج1ص534) ووجدت في الكتاب الذي ظهر في تلك الفترة ونسب إلى سليم بن قيس الهلالي ، حيث تقول إحدى الروايات ، ان النبي (صلى الله عليه وآله)قال لامير المؤمنين (عليه السلام) : (أنت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق) .
وهذا ما دفع هبة الله بن احمد بن محمد الكاتب ، حفيد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ، الذي كان يتعاطى (الكلام) لان يؤلف كتابا في الامامة ، يقول فيه ، ان الائمة ثلاثة عشر ، ويضيف إلى القائمة المعروفة (زيد بن علي) كما يقول النجاشي في (رجاله)» .[انتهى من أحمد الكاتب]
الرد [على] الشبهة :
أقول في كلامه عدة مواضع للتعليق :
أولا :
قوله : (كادت الشيعة الامامية يختلفون فيما بينهم حول تحديد عددهم باثني عشر أو ثلاثة عشر).
دعوى منه كاذبة . .
إذ لم يقل أحد من الشيعة / في ضوء المصادر الشيعية / بان الأئمة ثلاثة عشر إلا هبة الله بن احمد حفيد العمري وقد قال عنه النجاشي : كان يتعاطى الكلام وحضر مجلس أبي الحسين بن أبي شيبة العلوي الزيدي المذهب فعمل له كتاباً وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين .
وحفيد العمري هذا كما قال عنه التستري (رحمه الله) «الظاهر ان الرجل إمامي غير ورع أراد استمالة جانب ابن أبي شيبة الزيدي بدرج زيد في الائمة عليهم السلام لا انه زيدي وكيف يكون زيديا والزيدي لا يرى إمامة السجاد (عليه السلام) ومن بعده لانهم يشترطون في الإمامة الخروج بالسيف» (1) .
ثانيا :
قوله : (إذ برزت في ذلك الوقت روايات تقول بان الأئمة ثلاثة عشر وقد نقلها الكليني في الكافي ج1 /534).
أقول :
روايات الكافي التي يفهم منها ان الائمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاثة عشر هي خمس روايات نذكرها كما يلي :
الرواية الاولى :
رواها الكليني بسنده عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إني واثنا عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها . . .» .
الرواية الثانية :
رواها عن أبي سعيد العصفري أيضا مرفوعا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «من ولدي اثنا عشر نقباء نجباء محدَّثون مفهَّمون آخرهم القائم بالحق يملاها عدلاً كما ملئت جورا» .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قاموس الرجال ج9/300 .
وأبو سعيد العصفري اسمه : عَبّاد ؛ له كتاب كما قال الشيخ الطوسي في الفهرست ، والنجاشي في رجاله وكتابه ويقال له (أصل) موجود كما قال صاحب "الذريعة" ، ثم وصل إلى الشيخ النوري وقال عنه : إن فيه تسعة عشر حديثا ، وتوجد نسخة منه في المكتبة المركزية لجامعة طهران ضمن مجموعة بإسم الأصول الأربعمائة .
وفي هذه النسخة كان لفظ الرواية الأولى كالآتي : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض . . .».
وكان لفظ الرواية الثانية كالآتي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «من ولدي أحد عشر نقباء نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق» .
وفي ضوء ذلك فإن اللفظ الموجود في رواية الكافي خطأ من النساخ .
الرواية الثالثة :
رواها الكليني عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : «دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم» .
وقد رواه الصدوق في إكمال الدين وعيون أخبار الرضا والخصال بأسانيد ولا ينقلها عن الكافي ثم يجتمع مع سند الكافي إلى جابر ثم يروي عنه انه قال : «دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم . . .». بدون كلمة (من ولدها) ، فهي إذن زيادة من النساخ .!
الرواية الرابعة :
رواها الكليني بسنده عن زرارة قال : «سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول الاثنا عشر إماماً من آل محمد (عليهم السلام) كلهم محدث من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن ولد علي (عليهم السلام) فرسول الله وعلي هما الوالدان» .
وقد نقل هذه الرواية عن "الكافي" الشيخ المفيد في الإرشاد ، والطبرسي في أعلام الورى ولفظهما : «الاثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده ورسول الله وعلي هما الوالدان» .
وفي ضوئه يتضح أن عبارة (علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده) وحرف العطف (الواو) بعدها قد سقطت من رواية الكليني ثم أضيفت إلى ما بعد لفظة (رسول الله) الأولى عبارة (ومن ولد علي) وهو من سهو النساخ أيضا ومثله كثير .
الرواية الخامسة :
رواها الكليني بسنده إلى أبي سعيد الخدري في قصة سؤالات يهودي ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «إن لهذه الأمة اثني عشر أمام هدى من ذرية نبيها وهم مني» .
وقد روى مضمون هذا الخبر النعماني في كتابه الغيبة ، والصدوق في إكمال الدين : أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «ان لهذه الأمة اثني عشر أمام هدى وهم مني» بدون (من ذرية نبيها) (1)، فهي من إضافة النساخ أيضا .
قال العلامة العسكري :
«ومع تسلسل الإسناد في جوامع الحديث بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) إلى رسول الله فان فقهاء مدرستهم لم يسموا أي جامع من جوامع الحديث لديهم بالصحيح كما فعلته مدرسة الخلفاء حيث سمت بعض جوامع الحديث لديهم بالصحاح ولم يحجروا بذلك على العقول ولم يوصدوا باب البحث العلمي في عصر من العصور ، وإنما يعرضون كل حديث في جوامعهم على قواعد دراية الحديث ، لان رواة تلك الأحاديث غير معصومين عن الخطأ والنسيان اللذين يعرضان على كل بشر لم يعصمه الله . وفعلا وقع الخطأ في أشهر كتب الحديث بمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وهو كتاب الكافي . مثل ما ورد في الأحاديث المرقمة 7 ، 9 ، 14 ، 17 ، 18 من كتاب الحجة في الكافي باب النص على الأئمة الإثني عشر»
ثم فصل البحث فيها بما نقلناه عنه مختصراً آنفاً .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)استفدنا اصل البحث في الروايات الخمس من كتاب "قاموس الرجال" للعلامة التستري ج4/2 45-453 ، وكتاب "معالم المدرستين" للعلامة العسكري ج 3/329-333 .
ثالثا :
قول صاحب النشرة : (ووجدت روايات يفهم منها ان الائمة بعد النبي ثلاثة عشر في الكتاب الذي ظهر في تلك الفترة ونسب إلى سليم بن قيس منها ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) انت واثنا عشر من ولدك أئمة الحق .)
أقول :
قد عدَّ ابن الغضائري وجود هذه الرواية في كتاب سليم بن قيس إحدى العلامات على وضعه .
وأجاب عنه العلامة التستري بقوله «انه من سوء تعبير الرواة وإلا فمثله في الكافي أيضاً موجود»
ثم ساق الروايات الخمس التي أوردناها آنفاً مع تحقيق الحال فيها .
ومما يؤكد أنها من سوء تعبير الرواة أو خطأ النساخ سواء كانت في الكافي أو في كتاب سليم هو :
ان كتاب سليم بن قيس مكرس لبيان العقيدة باثني عشر إماماً مع النص على أسمائهم وكذلك كتاب الكافي .
ولو فرض أنها لم تكن من خطأ النساخ فهل يعقل من مؤلف كتاب سليم مهما كان أمره وقد كرس كتابه لأجل العقيدة باثني عشر إماماً يفسد خطته فيه بذكر رواية تفيد ان الأئمة ثلاثة عشر ؟
وهل يعقل من الكليني وهو يريد ان يثبت النص على الاثني عشر إماماً ويعقد باباً يعنونه بذلك ثم يدرج تحته خمسة روايات تنص على أن الأئمة ثلاثة عشر ؟
الخلاصة :
اتضح من البحث ان أحداً من الشيعة لم يقل بأن الائمة ثلاثة عشر الا هبة الله حفيد العمري وكان قد قال ذلك طمعاً في دنيا ابن ابي شيبة الزيدي وأراد بالثالث عشر من الائمة زيد بن علي .
أما دعواه وجود روايات فى الكافي وكتاب سليم تفيد ان الائمة ثلاثة عشر فقد اتضح من خلال البحث انها من اخطاء النساخ الاوائل وقد بحثها المحققون من علماء الشيعة وأشاروا إلى مواضع الخطأ وكان ينبغي على صاحب النشرة ان يشير إلى بحث هؤلاء المحققين ويرد عليه ان كانت لديه أدلة تساعده .)) [انتهى كلام السيد سامي البدري]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق