الثلاثاء، 11 مايو 2010

فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن

فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن

ستقرأ فيمايلي مقتطفات من كتاب (فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن) لسماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله.

المقدمة

الحمدللّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين (محمد) المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلى ابنته الطاهرة، الأنسيّة الحوراء، فاطمة الزهراء، سيّدة نساء العالمين، زوج الوصيّ الكرّار، وأمّ الأئمّة الأطهار، المدعوّين في الكتاب العزيز ب: أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
وبعد:
فهذه آيات بيّنات من القرآن الكريم وردت بحقّ سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) تنزيلاً، أو تفسيراً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً، جمعتها من كتب غير الشيعة، ولم أذكر ما تفرّد بذكره علماء الشيعة، ليكون أقوى حجّة، وأظهر دليلاً، وكل نيّتي في ذلك: التقرّب إلى رسول الله، وإلى أهل بيته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) سيّما شفيعة المحشر (فاطمة الزهراء) (عليها السلام)، علّني أفوز بذلك يوم لا ينفع فيه مال ولابنون، وأكون ممّن ينطبق عليه الحديث الشريف، المتواتر نقله عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلمّ): «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا».
وليكون هداية ونبراساً لمن أراد الحق ولم يجده، أو بحث عنه ولم يصل إليه، فأكون أيضاً مشمولاً للحديث الشريف المروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم):
«يا علي لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس».
وكلّ ما أقوله هو أني وفّقت لجمع بعض ما ورد في القرآن الحكيم عن مصادر القوم في سيّدتنا (فاطمة الزهراء ) (عليها السلام).
ولعلّ هناك الآيات الكثيرة الأخر الواردة في ذلك أيضاً، لم أسجلها.
ولعلّ من يوفّقه الله تعالى لجمع ذلك في المستقبل فيضيفها إلى كتابي هذا، تكملة له، وإتماماً إيّاه.
والله هو وليّ الهداية والتوفيق.
صادق الحسيني الشيرازي

«اهدنا الصراط المستقيم» الفاتحة/6

روي الحافظ الكبير، الحاكم الحسكاني الحذّاء (الحنفي) النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، في كتابه (شواهد التنزيل، لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت):
قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبدالله بن أحمد (باسناده المذكور) عن أبي بريدة في قول الله:
اهدنا الصراط المستقيم
قال: صراط محمد وآله.
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين القسوي (باسناده المذكور) عن سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عبّاس في قول الله تعالى:
(اهدنا الصراط المستقيم).
قال: يقول: قولوا معاشر العباد اهدنا إلى حبّ النبيّ وأهل بيته.
(أقول) آل محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته محورهم الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء، ولولاها لم يكن لعلّي زوج تليق بإنجاب الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام)، وقد ورد في حديث الكساء الشريف: «هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها» فهي المحورحتّى في الحديث القدسي.

«صراط الذين أنعمت عليهم» الفاتحة/7

أخرج علاّمة الشافعيّة أبو بكر الحضرمي في كتابه «رشفة الصادي» قال:
اهدنا الصراط المستقيم. صراط الّذين أنعمت عليهم.
قال أبو العالية: هم آل رسول الله (صلى الله عليه وسلّم).
(أقول) بما أن سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) من «آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)» كما سيأتي مكرّراً منّا التنبيه على ذلك، مشفوعاً بحشد من الأدلّة المتكاثرة ـ صحّ عدّ هذه الآية الكريمة فيما نزل في شأنها صلوات الله عليها من القرآن الحكيم.
 «فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم» البقرة/37
روى العلاّمة الحافظ ابن المغازلي (الشافعي) في مناقبه ـ بإسناده المذكور ـ عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عبّاس سأل النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟
قال (صلى الله عليه وسلّم) سأله بحقّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ «فتاب عليه».
وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع السيوطي في تفسيره وآخرون أيضاً.

«وإذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهن» البقرة/124

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن المفضّل، قال: سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله عزّوجل:
(وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات) الآية.
قال: هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه.
وهو أنه قال: (يا ربّ أسألك بحقّ محمد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ألاّ تبت عليّ).
«فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم».
فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله:
فأتمّهنّ؟
قال: يعني: أتمّهنّ إلى القائم المهدي اثني عشر إماماً تسعة من الحسين.
(أقول): معنى هذا الحديث الشريف ـ والعشرات من أمثاله المرويّة في كثير من المصادر ـ: أنّ فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) كانت إحدى الكلمات الّتي عناها القرآن الحكيم في هذه الآية المباركة، وأوجبت اختبار الله تعالى بهنّ نبيّه العظيم إبراهيم الخليل (عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام).

«يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافّةً» البقرة/208

روى العلاّمة البحراني، قال: روى الأصفهاني (يعني: أبا الفرج) الأموي في معنى الآية من عدّة طرق إلى عليّ أنّه قال:
«ولايتنا أهل البيت».
(أقول) ضمير (نا) راجع إلى أهل البيت ـ الّذين ثبت بالأدلّة الأربعة وجوب ولايتهم ـ وأن بها تقبل الأعمال وتزكّى الأفعال، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أهل البيت، فتكون هذه الآية ممّا نزل بشأنها وبشأن بقيّة أهلها ـ أهل البيت ـ (عليهم السلام).
إذن: فالسلم الّذي أمر الله تعالى الناس بالدخول فيه هو الاعتراف بولاية عليّ والزهراء وأولادهما الأحد عشر الأئمّة الأطهار (عليهم جميعاً صلوات الله).
ولعلّ تفسير (السلم) بهم لكونهم السبب الوحيد للسلامة والأمن في الدنيا والآخرة.

«فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم» البقرة/256

روى العلاّمة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن عليّ بن شاذان، في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول – في حديث -: «معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر » فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يارسول الله اهدنا لهذا الباب حتى نعرفه.
قال (صلى الله عليه وسلّم): «هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يتمسّك بالعروة الوثقى الّتي لا انفصام لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي. (معاشر الناس)من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب(معاشر الناس) من سرّه ليقتدي بي، فعليه أن يتوالى ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ذرّيتي، فإنّهم خزّان علمي» الحديث.
(أقول) وحيث أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) أحبّ أهل بيت النبيّ وذرّيته إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهي أمّ الأئمّة من ذرّيته، فيكون ولاؤها كولايتهم، ولاءاً للرسول الأعظم، وتمسّكاً بالعروة الوثقى، وتكون الآية ممّا أشار ألى فضلها ونزل في حقّها سلام الله عليها).

«فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لّعنت الله على الكاذبين» آل عمران / 61

روى العلاّمة البحراني، قال: من صحيح مسلم، من الجزء الرابع في ثالث كرّاس من أوّله، في باب فضائل عليّ بن أبي طالب (باسناده المذكور) عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟
قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة فهنّ أحبّ أليّ من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول ـ حين خلّفه في بعض مغازيه ـ فقال له عليّ: يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبيّ بعدي ( وسمعته ) يقول يوم خبير: لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله (قال) فتطاولنا لها فقال (صلى الله عليه وسلّم): ادعوا لي عليّاً فأتى به أرمد العين، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله على يده.
ولمّا، نزلت هذه الآية: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل) دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال ( صلى الله عليه وسلّم):
اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي.
وفي تفسير (الجلالين) في تفسيره هذه الآية قال:
وقد دعا (يعني: رسول الله ) وفد نجران لذلك لمّا حاجّوه فيه فقالوا: حتّى ننظر في أمرنا ثم نأتيك.
ثم قال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوّته وإنّه ما باهل قوم نبيّاً إلاّ هلكوا، فودّعوا الرجل وانصرفوا.
(فأتوه) وقد خرج (صلى الله عليه وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعليّ، وقال لهم:إذا دعوت فأمنّوا.
فأبوا (يعني: النصارى) أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية، رواه ابن نعيم.
وأخرج ذلك ـ مضامين مختلفة في الألفاظ والاسناد والرواة، والتفصيل والاجمال، لكنّها متّفقة في المعنى، والمغزى، والقصّة ـ جمهرة كبيرة، ننوّه إليهم وإلى مواقع ذكرها من كتبهم روما للاختصار، وفتحاً للطريق لمطالبها، وتسهيلاً للأمر على مريدها.
(فمنهم) مسلم في (صحيحه).
(ومنهم) البيضاوي (في تفسيره).
(ومنهم) الفخر الرازي (في تفسيره).
(ومنهم) الآلوسي (في تفسيره).
(ومنهم) الترمذي (في صحيحه).
(ومنهم) البيهقي (في سننه).
(ومنهم) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل (في مسنده).
(ومنهم) البغوي (في مصابيحه).
(ومنهم) العلاّمة الذهبي (في سيره).
(ومنهم) الزمخشري (في كشّافه).
وآخرون غيرهم كثيرون.
(أقول)المقصود من كلمة: (نساءنا) في هذه الآية المباركة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) فحسب، فتكون هذه الآية الشريفة ممّا نزلت في شأنها وفضلها.

«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرّقوا» آل عمران/103

روى علاّمة الشوافع أبوبكر الحضرمي في كتابه (رشفة الصادي) باسناده... عن جعفر بن محمد (رضي الله عنهما) قال: نحن حبل الله الذي قال الله (عنه):
واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرّقوا.
وأخرج ذلك من الاعلام كثيرون (كالشبلنجي) الشافعي (والصبان الحنفي) وغيرهما أيضاً.
وروى العلامة الشيخ عبّاس القمي، عن عالم المعتزلة جاداش الخوارزمي، أنّه روى بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، أنه قال:
«فاطمة مهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّة من ولدها أمناء ربّي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلّف عنهم هوى».
(أقول) وحيث أنّ (نحن) في الحديث الشريف الأوّل، يراد به أهل البيت.
وكذا تصريح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الثاني باسم (فاطمة) كانت هذه الآية الكريمة ممّا نزل في فضلها صلوات الله عليها.

«قل فللّه الحجّة البالغة» الانعام/149

وردت روايات عديدة عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في التأكيد على أن الحجّة البالغة بعده، هم أهل بيته: أمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، والأئمّة من ولدهما، ومن تلك الأحاديث هو:
ما أخرجه علي بن محمد بن شاذان ـ في كتابه الّذي جمع فيه مائة منقبة من طرق العامة ـ بسنده عن أبي سلمان راعي رسول الله صلى الله عليه وآله في قصّة المعراج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله... فقال الله لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ، فإذا أنا بعلي، وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد الباقر وجعفر الصادق، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور، قيام يصلّون..
فقال ـ تبارك وتعالى ـ يا محمد: هؤلاء هم الحجة....

«واعلموا أنّما غنمتم من شىءٍ فأنّ لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل» الانفال/41

روى الحافظ الحسكاني ( الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي (باسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في قول الله تعالى:
(واعلموا أنما غنمتم...).
قال: لنا خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة أكرم الله تعالى نبيّه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين.
وروى هو أيضاً، قال: حدّثنا ابراهيم بن إسحاق (باسناده المذكور) عن مجاهد (في قوله تعالى):
(ولذي القربى) قال: هم أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يحلّ لهم الصدقة.
وروى هو أيضاً قال: حدّثنا يوسف (باسناده المذكور) عن مجاهد قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته لا تحل لهم الصدقة فجعل لهم الخمس.
وقال الإمام الغزالي: «قال (صلى الله عليه وسلم): لا تحل الصدقة لآل محمد إنما هي أوساخ الناس».
وقال العلامة محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره عند ذكر هذه الآية: «أجمع العلماء على أن المراد بـ(ذي القربى) قرابته (صلى الله عليه وسلم)».
وقال الإمام الشيخ محمد طاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
(وأما ذو القربى) فـ(ال) في (القربى) عوض عن المضاف إليه... والمراد هنا هو الرسول المذكور قبله، أي ولذي قربى الرسول... وذلك إكرام من الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) إذ جعل لأهل قرابته حقّاً في مال الله لأنّ الله حرم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقهم في الخمس ثابتاً بوصف القرابة.
وقال السيّد محمد رشيد رضا في تفسيره ـ عند ذكر هذه الآية ـ:
(ولذوي القربى)، لأنهم أكثر الناس حمية للإسلام، حيث اجتمع فيهم الحمية الدينية إلى الحمية النسبية، فإنه لا فخر لهم إلا بعلّو دين محمد (صلى الله عليه وسلم) ولأن في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وتلك مصلحة راجعة إلى الملة، وإذا كان العلماء والقرّاء يكون توقيرهم تنويهاً بالملة، يجب أن يكون توقير ذوي القربى كذلك بالأولى.
ثم قال أيضاً: (روى عن زين العابدين علي بن الحسين أنّه قال: أن الخمس لنا فقيل له: أن الله يقول: (واليتامى والمساكين وابن سبيل) فقال: يتامانا، ومساكيننا وأبناء سبيلنا).
وأخرج إمام (الحنابلة ) أحمد بن حنبل في (مسنده) قال: إن نجدة الحروري سأل ابن عباس عن سهم ذي القربى، فقال: هو لنا، لقربى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قسّمه رسول الله لهم.
وأخرج الزمخشري في تفسيره قال:
(وعن ابن عباس أنه ـ أي الخمس ـ على ستّة أسهم لله، ولرسوله سهمان، وسهم لأقاربه، حتى قبض (صلى الله عليه وسلم)).
ولاريب في أنّ الحوراء الانسيّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ممّن نزلت فيها هذه الآية الكريمة بمقتضى متواتر الروايات.

«إنا أعطيناك الكوثر» الكوثر/1

أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول (سلام الله عليه وعليها) وإليك عدداً منهم:
منهم البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: «الكوثر» قال:
«وقيل: أولاده ».
ومنهم الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال:
«الكوثر أولاده (صلى الله عليه وسلم) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظركم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلىء منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به».
ومنهم شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر:
«إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده عليه الصلاة والسلام، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه (عليه الصلاة والسلام): أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه».
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير اليضاوي.
ومنهم: عثمان بن حسن المشتهر بـ( كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ( المجالس).
ومنهم: العلامة أبوبكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل).
ومنهم: غير هؤلاء.

«ثمّ لتسألن يومئذ عن النّعيم» التكاثر/8

أخرج العلامة الآلوسي قال: ومن رواية العياشي أنّ أبا عبدالله (رضي الله عنه) قال لأبي حنيفة في الآية: ما النعيم عندك يا نعمان؟ فقال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال أبو عبدالله، لئن أوقفك الله تعالى بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولنّ وقوفك بين يديه، فقال أبو حنيفة: فما النعيم؟ قال:
نحن أهل البيت النعيم، أنعم الله تعالى بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم إلى الإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع والله تعالى سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم سبحانه به عليهم وهو محمد وعترته (عليه وعليهم السلام).
(أقول) كلمة (أهل البيت) شمولها لفاطمة الزهراء (عليها السلام) بالأولوية، والأولية كليتيهما، ثم لأولادها الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، فهي وأسرتها هم المراد بـ(النعيم ) في هذه الآية الكريمة.

الاثنين، 3 مايو 2010

زهد السيدة الزهراء روحي فداها

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وال محمد


زهد الزهراء روحي فداها



 منهج أهل البيت (ع) في الزهد و العبادة،هو منهج الاسلام،بصفائه و أصالته،كما بلغه رسول الله (ص) ،فليس الزهد و العبادة في منهجهم انقطاعا عن الحياة،أو فرارا من مسؤوليات الانسان الاجتماعية،بل الزهد و العبادة عندهم تعال على متع الحياة،و تسام على أوطارها الفانية.



و العبادة في منهجهم،صياغة الحياة و مل‏ء أبعادها وفق مشيئة الله،و صفاء العلاقة معه،و شدة الارتباط به سبحانه،لذلك نجد الزهراء،العابدة الزاهدة المتبتلة التي سميت البتول لكثرة عبادتها و تبتلها،نشاهد حياتها جهادا و عملا و كفاحا و زهدا و عبادة و تبتلا.


نشاهد الزهد في عظم شخصيتها،و تسامي نظراتها،و ترفعها عن الخضوع للذات الحياة و زخارف العيش و مغريات المتع،ففاطمة في بساطة بيتها و في خشونة عيشها و في تواضع حياتها،تمثل الزهد بأدق معانيه،و تحفظ و هي في مقامها الرفيع للمرأة المؤمنة طريق المسلمة الواعية،و تعرفها قيمة الحياة،و كيفية التعامل معها،و ليس بوسع حديثنا هذا أن نلم بكل مآثر فاطمة و مناقبها في هذا المجال،فالأمثلة كثيرة و الشواهد عديدة،بل و كل حياة فاطمة أمثال و شواهد،إلا أن في اختيار بعض مآثرها،و عرض نموذج من سلوكها الإيماني الزاهد،أثرا في نفس المقتدي،و درسا للمسلم المهتدي،و منهجا للمرأة المسلمة الناضجة.


من هذه المآثر:عن أسماء عن بنت عميس أنها قالت:


«كنت عند فاطمة إذ دخل عليها النبي (ص) و في عنقها قلادة من ذهب أتى بها علي بن أبي طالب (ع) من سهم صار إليه،فقال لها: (يا بنية!لا تغتري بقول الناس:فاطمة بنت محمد،و عليك لباس الجبابرة) ،فقطعتها لساعتها،و باعتها ليومها،و اشترت بالثمن رقبة مؤمنة،فأعتقتها،فبلغ ذلك رسول الله (ص) فسر بعتقها و بارك علي» (1) .


و عن ثوبان قال:


«قدم رسول الله (ص) من غزاة له،فأتى فاطمة،فإذا هو يمسح على بابها،و رأى على الحسن و الحسين (ع) قلبين من فضة،فرجع رسول الله (ص) ،فلما رأت فاطمة ذلك ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى،فهتكت الستر،و نزعت القلبين من الصبيين،فقطعتهما،فبكى الصبيان،فقسمته بينهما،فانطلقا إلى رسول الله (ص) و هما يبكيان،فأخذه رسول الله (ص) منهما فقال: (يا ثوبان!إذهب بهذا إلى بني فلانـأهل بيت في المدينةـفاشتر لفاطمة قلادة من عصب،و سوارين من عاج،فإن هؤلاء أهل بيتي،و لا أحب أن يذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا) » (2) .


هذه صورة من مفهوم الزهد عند فاطمة،تعالى على الذهب و المال،و ترفع على الحلي،تعالى عليها و تحرر من زخرفها،و سلطانها،و حول كل ما فيها ليكون أداة و وسيلة لتحرير الانسان،و إنقاذ إنسانيته،لذلك باعت فاطمة القلادة،لتحرر العبد و تهب له الحرية،لتهب له الحياة،لتساهم في بناء المجتمع الاسلامي الحر،و لتكتب كلمة مضيئة في تأريخ الحرية تقرأها الأجيال و تعرفها المرأة من بعد فاطمة،و تعيها الاسر و الطبقات الحاكمة،فتقرأ أن المال و الثروة وجدت لخدمة الانسان،و لتحريره و صون كرامته،لا لاستعباده و مصادرة حريته.هكذا كان منهج أهل البيت (ع) في الحياة،و هكذا رسموا الطريق واضحا أمام الأجيال.


و هكذا ربي محمد (ص) ابنته فاطمة،لتكون مثلا حيا للمرأة المسلمة،و قدوة للفتاة المؤمنة،و نموذجا رساليا في دنيا الانسان.


و فاطمة الزاهدة،فاطمة المجاهدة،هي فاطمة العابدة المتبتلة،هي التي قال عنها ولدها السبط الحسن (ع) :


«رأيت أمي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعة،فلم تزل راكعة و ساجدة،حتى انفجر عمود الصبح،و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات،و تسميهم،و تكثر الدعاء لهم،و لا تدعو لنفسها بشي‏ء،فقلت لها:يا اماه!لم لا تدعين لنفسك،كما تدعين لغيرك؟فقالت: (يا بني!الجار ثم الدار) » (3) .


و عن الحسن البصري:


«ما كانت امرأة في هذه الامة أعبد من فاطمة،كانت تقوم حتى تورم قدماها» (4) .


إنه خلق رسول الله (ص) ،الإيثار و حب الآخرين،و التجرد من الأنانية،و الدعاء بالرحمة و المغفرة،و حب الخير للغير،إنه القلب الكبير،الملي‏ء بالحب و العطف على هذه الانسانية،و الداعي لها بالنجاة و الهداية،فالدعوة بالخير لا تصدر إلا عن قلب نقي محب للخير،كقلب فاطمة،إنها معلمة و مربية،و مثل أعلى في عبادتها و زهدها،في سلوكها،و في بيتها،و علاقتها بابنيها و زوجها،و في وقوفها بين يدي ربها،و في عطفها على الانسانية،و حب الخير لها .


إن بوسعنا أن نعرض عن جميع هذه النعوت،فحسبنا أن نقول إن فاطمة امرأة«مسلمة»و كفى بهذه الهوية علو مقام،و رفعة درجة،و سمو منزلة عند الله تعالى.


فاطمة المحتسبة


و يبسط نور الرسالة إشعاعه في ربوع الجزيرة،و يكمل رسول الله (ص) دينه،و يبلغ رسالته،و يضع امته على المحجة الواضحة،و يثبت البناء الشامخ،رسالة و امة،و حضارة و دولة.


أكمل رسول الله (ص) مهمته على هذه الأرض و آن له أن يلتحق بربه،و يحيا حياة الخلد و النعيم،فيدنو منه نداء الأجل،و يمرض رسول الله (ص) و يشتد عليه مرضه،و فاطمة تنظر إليه فتشعر أنها هي حاملة الأم و المرض،و ينظر (ص) إليها فيراها و قد غالب عنه شخصه الكريم،و دمعة الحزن و الفراق عاجزة عن صهر أحزانها،فلم يمنعه مرضه من العطف عليها،و تخفيف الحزن و الألم عن نفسها،خصوصا و هو يعلم ما ستعانيه فاطمة بفقده،و افول ظله الكريم من حياتها .


جاءت فاطمة لتعود أباها،جاءته بخطى وئيدة حزينة حتى قربت منه فرحب بها و هش لها،ثم أجلسها إلى جنبه قائلا:«مرحبا بابنتي،ثم أعلمها بقرب أجله و رحيله،فبكت لذلك،ثم أخبرها أنها أول أهله لحاقا به فضحكت فرحا بذلك» (5) مما يدل على شدة تعلقها برسول الله (ص) إذ يختار الموت للقائه عن الحياة بدونه.


و تمر أيام المرض ثقيلة وئيدة،فيعايشها المسلمون بترقب و حذر،و تعايشها فاطمة بحزن و ألم،و يأذن الله لنبيه أن يلحق به و يمضي إلى عالمه العلوي،فيختاره تعالى إلى جواره و ينتقل إلى الرفيق الأعلى،فترزأ البشرية بنبيها،و تفقد الأرض كوكب الهداية و الرحمة،و تغلق بموته أبواب الخطاب الإلهي إلى الأبد عن هذه الأرض،و تشتد الرزية على فاطمة،و يعظم المصاب في نفسها،و تظل تعيش بعد أبيها في‏حزن و ألم،و هي ترقب ساعة اللحاق به،و العيش معه في جنات الخلد.


و لم تعش الزهراء طويلا بعد أبيها،و كما أخبرها (ص) أنها أول أهل بيته لحاقا به،فقد اختلف المؤرخون في المدة التي عاشتها فاطمة بعد أبيها،فذهب بعضهم إلى أنها عاشت خمسة و سبعين يوما،و ذهب آخرون إلى أنها عاشت ثلاثة أشهر،و قال غيرهم أنها عاشت ستة أشهر .


و لقد عاشت فاطمة هذه المدة الوجيزة صابرة محتسبة،قضتها بالعبادة و الانقطاع إلى الله سبحانه،كما ساهمت فيها مساهمة فعالة في شؤون الرسالة و الامة كقضية الخلافة و البيعة .


وقفت فاطمة إلى جانب الإمام علي (ع) ،و أحقيته بالخلافة بعد رسول الله (ص) ،و كانت تلتقي بالمهاجرين و الأنصار و تحاورهم في ذلك،و مرت عليها في تلك الأيام ظروف عصيبة أثرت في صحتها و سلامتها.إذ كانت ترى الحق يزوى عن موضعه و أن وصايا رسول الله (ص) في أهل بيته قد نسيت و انشغل الناس عنها،و خرجت فاطمة (ع) من تلك الأحداث منكسرة حزينة آيسة من الأوضاع،تحمل معها الهموم الثقال.


و قد وقع خلاف بين أبي بكر و فاطمة (ع) ،و بينها و بين عمر،حول فدك (6) *) التي‏هي نحلة أبيها التي كان (ص) قد نحلها إياها أيام حياته فجاءت تطالبه بها و بما أفاء الله على أبيها (ص) بالمدينة و بخمس خيبر،فرفض أبو بكر أن يعطيها شيئا،و رد شهادة علي و الحسنين،فطالبته بالميراث من أبيها،فقال لها:إن رسول الله قال:«لا نورث»ما تركناه صدقة،و قد دار بينها و بين أبي بكر حوار طويل كانت نتيجته أن أبا بكر لم يتراجع عن رأيه،و تمسكت فاطمة برأيها،و أكدت أن لها من ميراث أبيها ما لغيرها من المسلمين من مواريث آبائهم،و قد ورث النبي سليمان داود،كما نص القرآن على ذلك،قال تعالى: (و ورث سليمان داود) (7) ،كما أن زكريا يدعو الله تعالى أن يرزقه من يرثه،فرزقه يحيى: (يرثني و يرث من آل يعقوب و اجعله رب رضيا*يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى) (8) .


و لم تقبل تبرير أبي بكر بل قالت له:أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي؟...إلى أن قالت:و زعمتم ألا حظوة لي،و لا إرث من أبي،لا رحم بيننا،أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي؟أم هل تقولون أهل ملتين لا يتوارثان،و لست أنا و أبي من أهل ملة واحدة؟!أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي و ابن عمي؟...إلى آخر خطبتها العظيمة.


و قد ظلت ملكية فدك تتقاذفها السياسات،فلما حكم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز،ردها على أولاد فاطمة من علي بن أبي طالب،فلما لامه أقاربه،ذكرهم بحديث رسول الرسول (ص) :«فاطمة بضعة مني،يسخطها ما يسخطني و يرضيني ما أرضاها» (9) .


فلما توفي،اغتصبها الحكام الأمويون مرة ثانية،و عند قيام الدولة العباسية،ردها أبو العباس السفاح إليهم،إلا أن أبا جعفر المنصور أخذها منهم،ثم أعادهاالخليفة المهدي إلى ولد فاطمة مرة اخرى،و أخذها منهم الخليفة موسى الهادي و هارون الرشيد،فلما جاء المأمون ردها على ولد فاطمة،و قد نشر كتابا على اناس في ذلك،و هو طويل،و مما جاء فيه:


«قد كان رسول الله (ص) قد أعطى فاطمة بنت رسول الله (ص) فدك،و تصدق بها عليها،و كان ذلك أمرا معروفا،لا اختلاف فيه بين آل رسول الله (ص) ...فلئن كان ينادى في كل موسمـبعد أن قبض الله نبيه (ص) ـأن يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك،فيقبل قوله و تنفذ عدته،إن فاطمة رضي الله عنها لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل (ص) لها» (10) .


فلما صارت الخلافة للمتوكلـو هو أشد الناس بغضا لأهل البيت (ع) ،كما هو معروف تاريخياـسلبها منهم.


تعليقات:


1ـالطبري/ذخائر العقبى/ص 51،و أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ،الحاكم/المستدرك/ج 3/ص 152،و الصدوق في العيون.السهم:ما يوزع على المجاهدين من غنائم الحرب التي يغنمها المسلمون في الجهاد.رقبة مؤمنة:عبدا مملوكا مؤمنا.


2ـالمصدر السابق،و روى الصدوق نحوه في الأمالي،و أبو داود في سننه،و أحمد في مسنده.


و استندنا في استخراج هذه المصادر و غيرها من كتاب فضائل الخمسة في الصحاح الستة للسيد الفيروزآبادي،و كتاب نجمة البيان في تفضيل سيدة النسوان للسيد عبد الرسول الشريعتمداري الجهرمي،و عوالم العلوم و المعارف و الأحوال للبحراني و الاصفهاني و غيرها.قلبين:سوارين .


3ـالسيد عبدالرزاق كمونة الحسيني/النفحات القدسيد في الأنوار الفاطمية/الفصل 13/ص 45،الأربلي/كشف الغمة/ج 2/ص 94،الكاشاني/المحجة البيضاء/ج 4/ص .208


4ـالمجلسي/بحار الأنوار/ج 43/ص .84


5ـابن سعد/الطبقات الكبرى/ج 2/ص .47


6ـفدك:قرية زراعية من قرى الحجاز تقع بالقرب من خيبر،و قد صالح أهلها النبي على نصف حاصلها و هي ملك رسول الله (ص) فقد أفاء الله عليه بلا حرب و لا قتال. (و ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب و لكن الله يسلط رسله على من يشاء و الله على كل شي‏ء قدير) (الحشر/6) .


فعن أبي سعيد الخدري قال:«لما نزلت: (و آت ذا القربى حقه) دعا رسول الله (ص) فاطمة (ع) فأعطاها فدكا».


و عن ابن عباس قال:«لما نزلت: (و آت ذا القربى حقه) أقطع رسول الله (ص) فاطمة (ع) فدكا» .راجع مجمع الزوائد للهيثمي/ج 7/ص 49،ميزان الإعتدال للذهبي/ج 2/ص 228،و كنز العمال/ج 2/ص 158،و أخرجه الحاكم في تاريخه و ابن النجار و غيرهم،نقلت هذه الفقرات عن فضائل الخمسة في الصحاح الستة للفيروزآبادي/ج 3/ص .136


7ـالنمل/ .16


8ـمريم/6، .7


9ـابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 4/ص .103


10ـالبلاذري/فتوح البلدان/ط بيروت/ص .46