الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

المحبة الخرافية بين آل والاصحاب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد



شبهة تترعر وتكبر في المنتديات السلفية تتحدث عن عن محبة الآل عليهم بالاصحاب
حيث يمجد البعض زواج الآل من الصحابة ويعتبره دليل علاقة حب والالفة بينهم
للرد على هذه الشبهة نذكر بعض الواقع التاريخية:


1-وصف الامام علي والعباس ابي بكر وعمر بالغادران الفاجران ووغضب الزهراء عليهم ووجدها وعدم مكالمتهما حتى ماتت روحي فداءها
هل هو دليل محبة والالفة ام دليل على علىانهما غاصبان للحقوق


صحيحالبخاري - المغازي - غزوة خيبر - رقم الحديث : ( 3913 )
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- حدثنا : ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الليث ‏ ‏، عن ‏ ‏عقيل ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب‏ ‏، عن ‏ ‏عروة ‏ ‏، عن ‏ ‏عائشة : ‏ أن ‏ ‏فاطمة ‏(ع)‏ ‏بنت النبي ‏ (ص) ‏ ‏أرسلت إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏تسألهميراثها من رسول الله ‏ (ص) ‏‏مما ‏ ‏أفاء ‏ ‏الله عليه ‏ ‏بالمدينة ‏ ‏وفدك ‏ ‏ومابقي من خمس ‏ ‏خيبر ‏، ‏فقال أبوبكر ‏: ‏أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : ‏ ‏لا نورث ماتركنا صدقةإنما يأكل آل ‏ ‏محمد ‏ (ص) ‏ ‏في هذا المال ، وإني والله لاأغير شيئاًً من صدقة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏، عن حالها التي كان عليها في عهد رسولالله ‏ (ص) ‏ ‏ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏فأبى ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏أنيدفع إلى ‏ ‏فاطمة ‏ ‏منها شيئاًً ، فوجدت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏على ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏في ذلكفهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد النبي ‏ (ص) ‏ ‏ستة أشهر ، فلما توفيتدفنها زوجها ‏ ‏علي ‏ ‏ليلاًً ، ولم يؤذن بها ‏ ‏أبابكر ‏ ‏وصلى عليها ....


الرابط :



-----------///*\\\---------

صحيحمسلم - الجهاد والسير - حكم الفيء - رقم الحديث : ( 3302 )
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- ....قال : فلما توفي رسولالله ‏ (ص) ‏ ‏قال ‏أبوبكر ‏: ‏أنا ولي رسول الله ‏ (ص) ‏‏فجئتما تطلب ميراثك من إبن أخيك ويطلب هذا ميراث إمرأته من أبيها ، فقال أبوبكر ‏: قال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏ما نورث ما تركناه صدقة، فرأيتماه كاذباًً آثماً غادراًخائناً والله يعلم إنه لصادق بار راشدتابع للحق ، ثم توفي ‏ ‏أبوبكر ‏ ‏وأنا ولي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وولي ‏ ‏أبي بكر ‏ ،فرأيتماني كاذباًً آثماً غادراً خائناًوالله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذاوأنتما جميع وأمركما واحد فقلتما : إدفعها إلينا فقلت : إن شئتم دفعتها إليكما علىأن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأخذتماهابذلك ، قال : أكذلك قالا : نعم ، قال : ثم جئتماني لأقضي بينكما ولا والله لا أقضيبينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي ....

الرابط
:



--------------------///*\\\---------------------
2-اما عائشة فهي الاخرى التي لم تتسطع اخافاء غضبها وبغضها من اهل البيت عليهم السلام
صحيحالبخاري - حد المريض أن يشهد الجماعة - الأذان - رقم الحديث : ( 625 )
- حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏قال : ، أخبرنا : ‏ ‏هشام بن يوسف ‏ ‏، عن ‏ ‏معمر ‏‏، عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال : أخبرني : ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏قال : قالت : ‏عائشة‏لما ثقل النبي ‏ (ص) ‏ ‏وإشتد وجعه إستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن لهفخرج بين رجلين تخط رجلاهالأرض وكان بين ‏ ‏العباس ‏ ‏ورجل آخر.‏قال عبيدالله ‏: فذكرت ذلك ‏ ‏لإبن عباس ‏ ‏ما قالت عائشة ‏ ‏فقال لي : وهل تدري من الرجلالذي لم تسم ‏ ‏عائشة ‏ ‏قلت : لا ، قال : هو ‏ ‏علي بن أبي طالب. ‏
شرحوتوضيح : فتح الباري بشرح صحيح البخاري
- قوله : قال : هو علي بن أبي طالب.
‏زاد الإسماعيلي : من رواية عبد الرزاق ، عن معمر ولكن عائشة لا تطيبنفساًً له بخير ولإبن إسحاق في المغازي ، عن الزهري
ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير.


الرابط
:



/////*\\\\\
بل وصل بها البغض الى السجود شكر والفرح بمقتل امير المؤمنين وقد يتشدق البهعض ويقول انه التاريخ لايذكر هذا فنقول ماورد في كتاب ابي فرج الاصفهاني
إبنسعد - الطبقات الكبرى -الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 40 )
2632 - قال : ، أخبرنا : إسباط بن محمد ، عن مطرف ، عن أبيإسحاق ، عن عمرو بن الأصم قال : دخلت على الحسن بن علي وهو في دار عمرو بن حريثفقلت له : إن ناساًً يزعمون أن علياًً يرجع قبل يوم القيامة ، فضحك وقال : سبحانالله ، لو علمنا ذلك ما زوجنا نساءه ، ولا ساهمنا ميراثه قالوا : وكان عبد الرحمنبن ملجم في السجن ، فلما مات علي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته ودفن ، بعث الحسنبن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم فأخرجه من السجن ليقتله ، فإجتمع الناس وجاؤوهبالنفط والبواري والنار ، فقالوا : نحرقه ، فقال عبد الله بن جعفر ، وحسين بن علي ،ومحمد إبن الحنفية : دعونا حتى نشفي أنفسنا منه ، فقطع عبد الله بن جعفر يديهورجليه ، فلم يجزع ولم يتكلم ، فكحل عينيه بمسمار محمى ، فلم يجزع وجعل يقول : إنكلتكحل عيني عمك بملمول مض ، وجعل يقول : إقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الإنسإن من علقحتى أتى على آخر السورة كلها وإن عينيه لتسيلان ، ثم أمر به فعولج ، عن لسانهليقطعه فجزع ، فقيل له : قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع ،فلما صرنا إلى لسانك جزعت فقال : ما ذاك مني من جزع إلا أني أكره أن أكون في الدنيافواقاً لا أذكر الله ، فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة وأحرقوه بالنار ، والعباس بنعلي يومئذ صغير فلم يستأن به بلوغه ، وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلاًًً أسمر ، حسنالوجه ، أفلج شعره مع شحمة أذنيه ، في جبهته أثر السجود ، قالوا : وذهب بقتل علي (ع) إلى الحجاز سفيان بن أمية بن أبي سفيان بن أمية بنعبد شمس فبلغ ذلك عائشة فقالت:
فألقت عصاها وإستقرت بها النوى*كما قر عيناً بالإياب المسافر.



الرابط
:




أبو الفرج
الإصفهاني - مقاتل الطالبيين -رقم الصفحة : ( 27 )
- حدثني : محمد بن الحسين الأشناني ، قال : ، حدثنا : أحمدبن حازم قال : ، حدثنا : عاصم بن عامر وعثمان بن أبي شيبة ، قالا ، حدثنا : جرير ،عن الأعمش ، عن عمرو إبن مرة ، عن أبي البختري قال : لما إنجاء عائشة قتل علي (ع) سجدت.





----------------***----------



3-
اما بالنسبة لمعاوية فقد كان حقده واضح وبغضه لامير المؤمنين علني
السنن الكبرى للبيهقي (5/113) دار الفكر :
"
عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس بعرفة فقال يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون، فقلت: يخافون معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه، فقال: لبيك اللهم لبيك وإن رغم أنف معاوية، اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي رضى الله عنه". انتهى

وفي هذا المتن تصريح بلعن معاوية ومن تابعه على لسان الصحابي ابن عباس رضي الله عنه.

وفيه أيضاً تصريح أن معاوية وحزبه ممَّن تركوا السنة النبوية.

وفيه أيضاً تصريحٌ بأن الدافع عند معاوية وحزبه إلى ذلك هو بُغضهم للإمام علي عليه السلام..

وهذه الرواية موجودة في مصادر أخرى مهمة، نذكر بعضها فيما يلي، ولكن ليس فيها عبارة اللعن، وهي:

1 -
سنن النسائي 5 : 253 دار الفكر. وقال الألباني في "صحيح وضعيف سنن النسائي" (المكتبة الشاملة) : صحيح الإسناد.

2 -
المستدرك للحاكم 1 : 465 دار المعرفة. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك.

3 -
صحيح ابن خزيمة 4 : 260 المكتب الإسلامي.

وهذا ليس هو المتن الروائي الوحيد في كتب أهل السنة والجماعة، بل هناك العديد من المتون الروائية التاريخية التي تؤيد مضمون هذه الرواية، نذكر منها:

وفي سير أعلام النبلاء للذهبي: (3/128) - متحدِّثًا عن أتباع معاوية - :
"
وفيهم جماعة يسيرة من الصحابة وعدد كثير من التابعين والفضلاء وحاربوا معه أهل العراق ونشؤوا على النصب نعوذ بالله من الهوى".

في كتاب "المعجم الكبير" للطبراني: (3/71 ـ 72) برقم (2698) أنَّ عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة كليهما سبَّا الإمام عليًّا عليه السلام، وفي نص الرواية: "فصعد عمرو المنبر فذكر عليًّا ووقع فيه، ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه، ثم وقع في عليٍّ رضي الله عنه" . والرواية صحيحة السند .

وقال ابن تيمية في منهاج السنة (7/137 - 138) مؤسسة قرطبة، ما نصّه: "الرابع: أن الله قد اخبر أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات وُداً، وهذا وعد منه صادق، ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم، لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم، لا سيما أبو بكر وعمر، فإن عامَّة الصحابة والتابعين كانوا يودّونهما، وكانوا خير القرون، ولم يكن كذلك عليٌّ؛ فإنَّ كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه". وقال ابن تيمية في الكتاب نفسه (7/147) : "وقد عُلم قَدحُ كثيرٍ مِن الصحابة في عليٍّ".

4-اما الصحابي الجليل عند اهل السنة الناصبي الفظ كابيه عبد الله بن عمر ذاك الصحابي الذي عرف بمجنونه وولعه بالنساء والقضايا الجنسية
لم يستطيب ووجود عليا عليه السلام على مسند الخلافة فلم يبايعه مطلق كماذكرت بعض المصادر وبعضها ذكرت انه طلب اقالة بيعة امير المؤمنين عليه السلام ولااعلم لماذا اليس عبي نفس رسول الله وصهره واخاه ام انه كان لايرى في الامام علي القيادي الفذ ام كان سبيل امامنا يختلف عن طرقه المعوجة فلم يبايع علي وانحدر حيث مانحدر الفسق والفجور فبايع معاوية خليفة ومن بعده ابنه الفاسق يزيد الفسق والفجور
بل وصل به البغض لامير المؤمنين ان يعد الخلفاء الاثنى عشر والتي هي حديث ضعيف متنا ليوافقه على نصبه الالباني بتصحيحها واخراج علي من دائرة الخلافة





عن عبد الله بن عمر قال :
يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة ابو بكر أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه و عثمان بن عفان ذو النورين أوتي كفلين من الأجر قتل مظلوما أصبتم اسمه

الراوي: عقبة بن أوس السدوسي المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 1154
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
إمتنع عبد الله بن عمر عن مبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام رغم مبايعة غالبية الصحابة والأمة له ، ومن ثم بايع معاوية ابن أبي سفيان ، ومن بعده بايع يزيد بن معاوية ، وعندما ثار ابن الزبير واستقرت له السيطرة على العراق عدا الكوفة والحجاز والمشرق توقف عن بيعة ابن الزبير ، وكان يحرض الناس على الوقوف إلى جانب بني أمية ،
فقد أخرج البخاري بسنده عن نافع قال :
(( لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : إني سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال ، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه)) فتح الباري ج13 ص85 ح7111 .



وقد بايع يزيد رغم فسقه الظاهر وفعله المنكرات ، ولذا يقول الحافظ الذهبي بشأنه :
( وكان ناصبياً ، فظّاً ، غليظاً ، جِلفاً ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر ، إفتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين (ع) ، وإختتمها بوقعة الحرة ، فمقته الناس ، ولم يبارك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين (ع) ، كأهل المدينة ، قاموا لله ، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ، ونافع بن الأزرق ، وطوّاف بن معلى السدوسي ، وابن الزبير بمكة…) سير أعلام النبلاء ج4 ص37 ،38 رقم8



ومن ثم لما قامت دولة بني مروان والتي كان على رأسها عبد الملك بن مروان ، وقد أخرج البخاري في صحيحه بالإسناد عن عبد الله بن دينار قال :
(( لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر : إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين ، إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما إستطعت ، وإن بني قد أقروا بمثل ذلك(( . فتح الباري ج13 ص239 ح7203 ، 7205 ، وص306 ح7272


وقد بقي عبد الله بن عمر متمسكا بخلافة عبد الملك بن مروان رغم الجرائم الفظيعة التي وقعت في زمنه ، ورغم الفجائع الكبيرة التي أحدثها الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله حيث نصب المنجنيق على مكة ، ورمى الكعبة الشريفة بالمنجنيق ، ومع هذا كان عبد الله بن عمر إمام الجماعة والفقيه البارز بعد الجرائم الكبيرة ، وقد أمر عبد الملك الحجاج أن يصلي خلفه كما ثبت في البخاري ومسلم البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص334 حوادث سنة (73هـ) ، وراجع أيضا نفس المصدر ص248 .

ولننظر في التفسيرات التي ذكرها المحققون من أهل السنة في تفسير مواقف ابن عمر ، فقد ذكر ابن حجر وغيره أن سبب توقفه عن بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام هو الإختلاف على مسألة الخلافة ، ولكن بعد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام وحيث استقر أمر الخلافة في معاوية وحصل الإتفاق عليه بايعه على الخلافة ، وبايع ليزيد من بعد معاوية لإتفاق الناس عليه ، وهكذا بايع لعبد الملك بن مروان لنفس السبب
فتح الباري ج13 ص241 ذيل حديث 7207
وبغض النظر عن بيعته لمعاوية التي فيها كثير من التفاصيل التي لا نريد الخوض فيها ، فدعوى الإتفاق على يزيد بن معاوية واضحة البطلان ، وكذا من بعده ، فمعارضة ابن الزبير وغيره لحكمه استمرت إلى أن مات معاوية ، والثورات المستمرة ضد بني أمية لم تنقطع إلى أن سقطت دولتهم وقامت دولة بني العباس ، فإمتناعه عن بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وبيعة يزيد ومن بعده لا يمكن أن تبرر .
وعلى أي حال فهذا المنهاج الذي سلكه عبد الله بن عمر في تثبيت إمامة الفجرة والفسقة ، سارت عليه مدرسة الخلفاء في قبول إمامة الإمامة الجائر

الجمعة، 20 أغسطس 2010

من الذي ايقظ الفتن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وال محمد

كن في الفتنة كابن اللبون لاضرع فيحلب ولاظهرا فيركب


هكذا قالها مولاي امير المؤمنين عليه السلام على الانسان ان يحذر الحذر التام من التاهفت من الفتن التي تجعل الانسان في خسارة من دينه ودنياه

كنت اتسأل عن هذا الحديث لاني وجدت له بعد اخر يخترق الافاق ويوضح الخفايا المبهمات

2356 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً فَقَالَ ‏"‏ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ ‏"‏ ‏.‏ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏


فهنا النبي صلوات الله عليه واله يتكلم عن الفتن الذي اقبلت كالليل البهيم يغزو قلوب المسلمين
سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتْنَةِ مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْخَزَائِنِ

فقول الرسول من يوقظ صواحب الحجرات على ان الفتن ستخرج من تلك الحجرات وانها ستوقظ وتوقد نارها من هناك وبما ان الحديث يتكلم عن الفتن فليس المراد ايقاظ زوجاته من النوم بل المراد بها ايقاظ الفتنة التي ستنشئ في بيوتهن

ثم يبن يارب كاسية في الدنيا عارية في الاخرى وهي دلالة عن ازالة التشريف في الاخرة ممن كست في الدنيا به

ثم نرى ان الرسول الاكرم قد بين ان تلك الفتن ستغزو المدينة وتدخل جميع بيوتها كما يدخل المطر البيوت جميعا


رقم الحديث: 145
(حديث مرفوع) نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ إِنِّي لأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلالَ بُيُوتِكُمْ ، كَمَوَاقِعِ الْقِطْرِ " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام مسلم، رجاله رجال الإمام البخاري.


قال البخاري :

قال ابن حجر في فتح الباري:

" 10525 " حديث أسامة بن زيد ,حديث إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم

ولمسلم عن أسامة -رضي الله عنه- « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال: هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر. »


‏حدثنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏محمود ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معمر ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أسامة بن زيد ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏‏أشرف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏أطم ‏ ‏من آطام ‏ ‏المدينة ‏ ‏فقال هل ترون ما أرى قالوا لا قال ‏ ‏فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر


قوله ( عن عروة عن أسامة بن زيد ) ‏‏في رواية الحميدي وابن أبي عمر في مسنده عن ابن عيينة عن الزهري " أخبرني عروة أنه سمع أسامة بن زيد " وقوله " حدثنا محمود " هو ابن غيلان .


‏‏قوله ( على أطم ) ‏‏بضمتين هو الحصن وقد تقدم بيانه في آخر الحج .


قوله ( هل ترون ما أرى ؟ قالوا : لا ) ‏‏وهذه الزيادة أيضا لمعمر , ولم أرها في شيء من الطرق عن ابن عيينة .

‏‏قوله ( كوقع القطر ) ‏


1 : البخاري : الحج (1878) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2885) , وأحمد (5/208).
2 : البخاري : الحج (1878) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2885) , وأحمد (5/200).
3 : البخاري : الحج (1878) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2885) , وأحمد (5/200).
4 : البخاري : الحج (1878) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2885) , وأحمد (5/200).
5 : البخاري : الحج (1878) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2885) , وأحمد (5/200).


قوله ( عن الزهري ) ‏‏في رواية الحميدي في مسنده عن سفيان بن عيينة " حدثنا الزهري " وأخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم من طريقه .
‏‏قوله ( أشرف النبي صلى الله عليه وسلم ) ‏‏عند الإسماعيلي في رواية معمر " أوفى " وهو بمعنى أشرف أي اطلع من علو .

قوله ( فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم ) ‏‏في رواية أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان " إني لأرى مواقع الفتن " والمراد بالمواقع مواضع السقوط , والخلال النواحي , قال الطيبي : تقع مفعول ثان ويحتمل أن يكون حالا وهو أقرب , والرؤية بمعنى النظر أي كشف لي فأبصرت ذلك عيانا .‏‏قوله ( من آطام المدينة ) ‏‏تقدم في علامات النبوة عن أبي نعيم بهذا السند بلفظ " على أطم من الآطام " فاقتضى ذلك أن اللفظ الذي ساقه هنا لفظ معمر .‏‏





ثم يعود الرسول الاكرم ليبين لمسلمين ضرورة تجنب الفتن بتحديد موقعها ومن اين تخرج

فيقول :


صحيح البخاري- فرض الخمس - ما جاء في بيوت أزواج النبي (ص) وما - رقم الحديث : ( 2873 )
- حدثنا : ‏ ‏موسى بن إسماعيل ، حدثنا : ‏ ‏جويرية ‏ ‏، عن ‏ ‏نافع ‏ ‏، عن ‏ ‏عبد الله ‏(ر) ‏‏قال : ‏قام النبي ‏ (ص) ‏ ‏خطيباً فأشار نحو مسكن ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال : ‏ ‏هنا الفتنة ثلاثاًً من حيث يطلع قرن الشيطان.

الرابط :

http://hadith.al-islam.com/Display/D...num=2873&doc=0




















فلو عدنا ولنرى مايقوله علماء السنة عند مرض رسول الله صلوات الله عليه واله


انه كان في مسكن عائشة





ولو لاحظنا بداية الاحداث نرى صوت الشيطان يعلو بان النبي قد هجر وشعارنا حسبنا كتاب الله ليبدء المسلمين بشق عصى الطاعة لله عزوجلّ ولنبيهم بانه

برمي بالهجر والهذيان ورفع شعارات يراد تضليل الامة عما يريد الرسول ان يوصي به








صحيح البخاري - العلم - كتابة العلم - رقم الحديث : ( 111 )
‏- حدثنا : ‏يحيى بن سليمان ‏‏قال : ، حدثني : ‏‏إبن وهب ‏ ‏قال : أخبرني : ‏‏يونس ‏، عن ‏إبن شهاب ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏ لما إشتد بالنبي ‏(ص) ‏وجعه قال : ‏ ‏إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ، قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فإختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين كتابه. ‏

الرابط :




إبن تيمية- منهاج السنة النبوية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 24 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- وسئلت من كان رسول الله (ص) مستخلفاً لو إستخلف قالت : أبوبكر ، فقيل لها : ثم من بعد أبي بكر قالت : عمر ، قيل لها : ثم من بعد عمر قالت : أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم إنتهت إلى هذا ، وأما عمر فإشتبه عليه هل كان قول النبي (ص) من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة ، والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال : ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلاّ النبي (ص) : لا سيما وقد شك بشبهة فأن النبي (ص) كان مريضاً فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض ، أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله ، وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات والنبي (ص) قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ....


الرابط :





وها هو عمر يعترف بانه منشيء الفتنة هي بيعة ابي بكر باطلاق فلتة عليها وامر من عاد الى مثلها بان يقتل لما تحتويه من شر للمسلمين
صحيح البخاري- ‏الحدود - رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت - رقم الحديث : ( 6328 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- حدثنا : ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏، عن ‏ ‏صالح ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال :.... ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول : والله لو قد مات ‏ ‏عمر ‏ ‏بايعت ‏ ‏فلاناً ‏ ‏فلا ‏ ‏يغترن ‏ ‏إمرؤ أن يقول : إنما كانت بيعة ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ....

الرابط :




إبن هشام الحميري - السيرة النبوية - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 487 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- ....ثم إنه قد بلغني أن فلاناً قال : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلاناً ، فلا يغرن أمراً أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك ألا إن الله : قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلاًًًً ، عن غير مشورة من المسلمين فإنه ، لا بيعة له هو ، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ....

الرابط:







وهذا مانطقت به مولاتنا الزهراء في خطبتها الفدكية في المهاجرين والانصار


فلمَّا اختار الله لنبِيِّه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر فيكم حسيكة النفاق وسَمَلَ جِلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبع خامل الأقلِّين وهَدَرَ فَنيقُ المبطلين فخَطَرفي عَرَصاتِكم وأطْلع الشيطان رأسَه من مغرِزِهِ هاتفاً بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين وللغِرَّة فيه ملاحظين ثم استنهضكُم فوجد كم خِفافاً وأحمشكم فألفاكم غِضاباً فوسمتم غير اِبلِكُم وأوردتُم غيرَ شِربِكم هذا والعهدُ قريبٌ والكَلْمُ رحِيبٌ والجرح لمّا يندمِل والرسولُ لمّا يُقبر ابتِداراً زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطةٌ بالكافرين

مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلٍ على محمد وال محمد




2388 - حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَقَالَ أَبُو بِلاَلٍ انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الْفُسَّاقِ ‏.‏ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ اسْكُتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ‏.‏


http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...?BID=9&CID=104



في الحديث اعلاه نلاحظ ان مجرد انتقاد ملبس الامير هو اهانة لسلطان الله عز وجلّ وانتقاص له وهذا يتوجب ان يهينه الله عز وجل ومن اهانه الله فلا مكرم له

من هذا الحديث سيتبن لنا امران:

1- ان نطيع الحاكم سواء كان عادلا منصفا تقيا ًاو جائر ظالما فاسقا وهذا تناقض واضح
وهذا مالايقره الاسلام في احاديث جهاد ائمة الجور والضلالة التي تامرنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان ووالقلب وذلك اضعف الايمان
فكيف يامرنا الله بجهاد ائمة الجور وبعد ذلك يامرنا بالسكوت عنهم لان اهانتهم اهانة للسلطان الله عز وجلّ

أخرج الترمذي وقال حسن غريب عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم } .

وأخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يحقرن أحدكم نفسه . قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أمر الله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه ، فيقول الله عز وجل يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول خشيت الناس ، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى } .

وأخرج أبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه [ ص: 221 ] من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } إلى قوله { فاسقون } ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا } . ورواه الترمذي وحسنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا ، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا } ورواه ابن ماجه عن أبي عبيدة مرسلا . قال الحافظ المنذري : ومعنى تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق . انتهى وفي القاموس : الأطر عطف الشيء . وفي مطالع الأنوار لابن قرقول : والأطر العطف ، ويقال منه أطرت الشيء آطره أطرا إذا عطفته . وفي الحديث { فيأطره على الحق أطرا } انتهى .

وأخرج أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح عن سيدنا أبي بكر الصديق رضوان الله عليه قال { يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب } . ورواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظ النسائي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب } . وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ ص: 222 ] { ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب } .

وأخرج الإمام أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر } .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه { كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لا يعرفه فيقول له مالك إلي وما بيني وبينك معرفة ، فيقول كنت تراني على الخطأ أو على المنكر ولا تنهاني } ذكره الحافظ المنذري . قال ذكره رزين ولم أره ، والله تعالى الموفق . .


http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=44&ID=112



وبذلك يكون على شرط هذا الحديث اغلب علماء السنة قد اهانهم الله عز وجلّ لانهم اهانوا يزيد ومعاوية
بل ان بعض الصحابة قد اهانهم الله عز وجل لخروجهم واهانتهم اميرهم ؟؟


إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
5472 - .... ، حدثني : قالوا : لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية ، عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة ، فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم إتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إن رجلاًًً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ....
الرابط:


----------------------------------------------------



إبن تيمية - رأس الحسين - رقم الصفحة : ( 205 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
- ولهذا قيل للإمام أحمد : أتكتب الحديث عن يزيد ؟ ، فقال : لا ، ولا كرامة أو ليس هو الذي فعل بأهل الحرة ما فعل ؟ ، وقيل له : إن قوماًً يقولون : إنا نحب يزيد : فقال : وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ ، فقيل : فلماذا لا تلعنه ؟ ، فقال : ومتى رأيت أباك يلعن أحداًً ، إنتهى



وبهذا نحصل على تناقض بين الجهاد والسكوت عن امام الجور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2- ان يكون ذلك السلطان عادل منصف بر تقيا متسوجب لمرضاة الله فاطعته اطاعة لله وعصيانه عصيان لله واهانته وسبه سبا لله وهذا ان دل على شيء دلّ ان الامير هو امير على المسلمين بامر الالهي وهذا مايراه مذهب اهل البيت عليهم السلام في ان الامامة امر الهي من الله عز وجلّّ
وهذا مابؤكده القران الكريم في اطاعة اولي الامر ورد الخصومات اليهم ليحكم بينهم

إبن كثير- البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
- قال الطبراني ‏:‏ ، ثنا : عبد الرحمن بن مسلم الرازي ، ثنا : محمد بن يحيى ، عن ضريس العبدي ، ثنا : عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني : أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : نزلت هذه الآية على رسول الله (ص)‏ :‏ ‏إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( ‏المائدة ‏:‏ 55‏ ) فخرج رسول الله (ص) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم ، وإذا سائل ، فقال : ‏‏يا سائل هل أعطاك أحد شيئاًً فقال : لا‏ ، إلاّّ هاذاك الراكع لعلي أعطاني خاتمه‏.
الرابط :


مستدرك الحاكم- كتاب معرفة الصحابة (ر) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (ع) - حديث رقم : ( 4615 )
4592 - أخبرنا : أحمد بن كامل القاضي ، ثنا : محمد بن سعد العوفي ، ثنا : يحيى بن أبي بكير ، ثنا : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة (ر) فقالت لي : أيسب رسول الله (ص) فيكم فقلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها ، فقالت : سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سب علياًً فقد سبني ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقد رواه بكير بن عثمان البجلي ، عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ
الرابط:


الثلاثاء، 11 مايو 2010

فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن

فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن

ستقرأ فيمايلي مقتطفات من كتاب (فاطمة الزهراء سلام الله عليها في القرآن) لسماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله.

المقدمة

الحمدللّه ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين (محمد) المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلى ابنته الطاهرة، الأنسيّة الحوراء، فاطمة الزهراء، سيّدة نساء العالمين، زوج الوصيّ الكرّار، وأمّ الأئمّة الأطهار، المدعوّين في الكتاب العزيز ب: أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
وبعد:
فهذه آيات بيّنات من القرآن الكريم وردت بحقّ سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) تنزيلاً، أو تفسيراً، أو تأويلاً، أو تطبيقاً، جمعتها من كتب غير الشيعة، ولم أذكر ما تفرّد بذكره علماء الشيعة، ليكون أقوى حجّة، وأظهر دليلاً، وكل نيّتي في ذلك: التقرّب إلى رسول الله، وإلى أهل بيته (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) سيّما شفيعة المحشر (فاطمة الزهراء) (عليها السلام)، علّني أفوز بذلك يوم لا ينفع فيه مال ولابنون، وأكون ممّن ينطبق عليه الحديث الشريف، المتواتر نقله عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلمّ): «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا».
وليكون هداية ونبراساً لمن أراد الحق ولم يجده، أو بحث عنه ولم يصل إليه، فأكون أيضاً مشمولاً للحديث الشريف المروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم):
«يا علي لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس».
وكلّ ما أقوله هو أني وفّقت لجمع بعض ما ورد في القرآن الحكيم عن مصادر القوم في سيّدتنا (فاطمة الزهراء ) (عليها السلام).
ولعلّ هناك الآيات الكثيرة الأخر الواردة في ذلك أيضاً، لم أسجلها.
ولعلّ من يوفّقه الله تعالى لجمع ذلك في المستقبل فيضيفها إلى كتابي هذا، تكملة له، وإتماماً إيّاه.
والله هو وليّ الهداية والتوفيق.
صادق الحسيني الشيرازي

«اهدنا الصراط المستقيم» الفاتحة/6

روي الحافظ الكبير، الحاكم الحسكاني الحذّاء (الحنفي) النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، في كتابه (شواهد التنزيل، لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت):
قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبدالله بن أحمد (باسناده المذكور) عن أبي بريدة في قول الله:
اهدنا الصراط المستقيم
قال: صراط محمد وآله.
وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين القسوي (باسناده المذكور) عن سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عبّاس في قول الله تعالى:
(اهدنا الصراط المستقيم).
قال: يقول: قولوا معاشر العباد اهدنا إلى حبّ النبيّ وأهل بيته.
(أقول) آل محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته محورهم الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء، ولولاها لم يكن لعلّي زوج تليق بإنجاب الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام)، وقد ورد في حديث الكساء الشريف: «هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها» فهي المحورحتّى في الحديث القدسي.

«صراط الذين أنعمت عليهم» الفاتحة/7

أخرج علاّمة الشافعيّة أبو بكر الحضرمي في كتابه «رشفة الصادي» قال:
اهدنا الصراط المستقيم. صراط الّذين أنعمت عليهم.
قال أبو العالية: هم آل رسول الله (صلى الله عليه وسلّم).
(أقول) بما أن سيّدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) من «آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)» كما سيأتي مكرّراً منّا التنبيه على ذلك، مشفوعاً بحشد من الأدلّة المتكاثرة ـ صحّ عدّ هذه الآية الكريمة فيما نزل في شأنها صلوات الله عليها من القرآن الحكيم.
 «فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم» البقرة/37
روى العلاّمة الحافظ ابن المغازلي (الشافعي) في مناقبه ـ بإسناده المذكور ـ عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عبّاس سأل النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه؟
قال (صلى الله عليه وسلّم) سأله بحقّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ «فتاب عليه».
وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع السيوطي في تفسيره وآخرون أيضاً.

«وإذ ابتلى ابراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهن» البقرة/124

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن المفضّل، قال: سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله عزّوجل:
(وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات) الآية.
قال: هي الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه.
وهو أنه قال: (يا ربّ أسألك بحقّ محمد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ألاّ تبت عليّ).
«فتاب عليه إنّه هو التوّاب الرحيم».
فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله:
فأتمّهنّ؟
قال: يعني: أتمّهنّ إلى القائم المهدي اثني عشر إماماً تسعة من الحسين.
(أقول): معنى هذا الحديث الشريف ـ والعشرات من أمثاله المرويّة في كثير من المصادر ـ: أنّ فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) كانت إحدى الكلمات الّتي عناها القرآن الحكيم في هذه الآية المباركة، وأوجبت اختبار الله تعالى بهنّ نبيّه العظيم إبراهيم الخليل (عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام).

«يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافّةً» البقرة/208

روى العلاّمة البحراني، قال: روى الأصفهاني (يعني: أبا الفرج) الأموي في معنى الآية من عدّة طرق إلى عليّ أنّه قال:
«ولايتنا أهل البيت».
(أقول) ضمير (نا) راجع إلى أهل البيت ـ الّذين ثبت بالأدلّة الأربعة وجوب ولايتهم ـ وأن بها تقبل الأعمال وتزكّى الأفعال، وسيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أهل البيت، فتكون هذه الآية ممّا نزل بشأنها وبشأن بقيّة أهلها ـ أهل البيت ـ (عليهم السلام).
إذن: فالسلم الّذي أمر الله تعالى الناس بالدخول فيه هو الاعتراف بولاية عليّ والزهراء وأولادهما الأحد عشر الأئمّة الأطهار (عليهم جميعاً صلوات الله).
ولعلّ تفسير (السلم) بهم لكونهم السبب الوحيد للسلامة والأمن في الدنيا والآخرة.

«فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم» البقرة/256

روى العلاّمة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن عليّ بن شاذان، في المناقب المائة من طريق العامّة بحذف الاسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول – في حديث -: «معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر » فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال:يارسول الله اهدنا لهذا الباب حتى نعرفه.
قال (صلى الله عليه وسلّم): «هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يتمسّك بالعروة الوثقى الّتي لا انفصام لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي. (معاشر الناس)من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب(معاشر الناس) من سرّه ليقتدي بي، فعليه أن يتوالى ولاية عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ذرّيتي، فإنّهم خزّان علمي» الحديث.
(أقول) وحيث أنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) أحبّ أهل بيت النبيّ وذرّيته إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهي أمّ الأئمّة من ذرّيته، فيكون ولاؤها كولايتهم، ولاءاً للرسول الأعظم، وتمسّكاً بالعروة الوثقى، وتكون الآية ممّا أشار ألى فضلها ونزل في حقّها سلام الله عليها).

«فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لّعنت الله على الكاذبين» آل عمران / 61

روى العلاّمة البحراني، قال: من صحيح مسلم، من الجزء الرابع في ثالث كرّاس من أوّله، في باب فضائل عليّ بن أبي طالب (باسناده المذكور) عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟
قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة فهنّ أحبّ أليّ من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول ـ حين خلّفه في بعض مغازيه ـ فقال له عليّ: يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبيّ بعدي ( وسمعته ) يقول يوم خبير: لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله (قال) فتطاولنا لها فقال (صلى الله عليه وسلّم): ادعوا لي عليّاً فأتى به أرمد العين، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله على يده.
ولمّا، نزلت هذه الآية: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل) دعا رسول الله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال ( صلى الله عليه وسلّم):
اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي.
وفي تفسير (الجلالين) في تفسيره هذه الآية قال:
وقد دعا (يعني: رسول الله ) وفد نجران لذلك لمّا حاجّوه فيه فقالوا: حتّى ننظر في أمرنا ثم نأتيك.
ثم قال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوّته وإنّه ما باهل قوم نبيّاً إلاّ هلكوا، فودّعوا الرجل وانصرفوا.
(فأتوه) وقد خرج (صلى الله عليه وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعليّ، وقال لهم:إذا دعوت فأمنّوا.
فأبوا (يعني: النصارى) أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية، رواه ابن نعيم.
وأخرج ذلك ـ مضامين مختلفة في الألفاظ والاسناد والرواة، والتفصيل والاجمال، لكنّها متّفقة في المعنى، والمغزى، والقصّة ـ جمهرة كبيرة، ننوّه إليهم وإلى مواقع ذكرها من كتبهم روما للاختصار، وفتحاً للطريق لمطالبها، وتسهيلاً للأمر على مريدها.
(فمنهم) مسلم في (صحيحه).
(ومنهم) البيضاوي (في تفسيره).
(ومنهم) الفخر الرازي (في تفسيره).
(ومنهم) الآلوسي (في تفسيره).
(ومنهم) الترمذي (في صحيحه).
(ومنهم) البيهقي (في سننه).
(ومنهم) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل (في مسنده).
(ومنهم) البغوي (في مصابيحه).
(ومنهم) العلاّمة الذهبي (في سيره).
(ومنهم) الزمخشري (في كشّافه).
وآخرون غيرهم كثيرون.
(أقول)المقصود من كلمة: (نساءنا) في هذه الآية المباركة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) فحسب، فتكون هذه الآية الشريفة ممّا نزلت في شأنها وفضلها.

«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرّقوا» آل عمران/103

روى علاّمة الشوافع أبوبكر الحضرمي في كتابه (رشفة الصادي) باسناده... عن جعفر بن محمد (رضي الله عنهما) قال: نحن حبل الله الذي قال الله (عنه):
واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرّقوا.
وأخرج ذلك من الاعلام كثيرون (كالشبلنجي) الشافعي (والصبان الحنفي) وغيرهما أيضاً.
وروى العلامة الشيخ عبّاس القمي، عن عالم المعتزلة جاداش الخوارزمي، أنّه روى بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، أنه قال:
«فاطمة مهجة قلبي، وإبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمّة من ولدها أمناء ربّي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلّف عنهم هوى».
(أقول) وحيث أنّ (نحن) في الحديث الشريف الأوّل، يراد به أهل البيت.
وكذا تصريح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الثاني باسم (فاطمة) كانت هذه الآية الكريمة ممّا نزل في فضلها صلوات الله عليها.

«قل فللّه الحجّة البالغة» الانعام/149

وردت روايات عديدة عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في التأكيد على أن الحجّة البالغة بعده، هم أهل بيته: أمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، والأئمّة من ولدهما، ومن تلك الأحاديث هو:
ما أخرجه علي بن محمد بن شاذان ـ في كتابه الّذي جمع فيه مائة منقبة من طرق العامة ـ بسنده عن أبي سلمان راعي رسول الله صلى الله عليه وآله في قصّة المعراج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله... فقال الله لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ، فإذا أنا بعلي، وفاطمة والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد الباقر وجعفر الصادق، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور، قيام يصلّون..
فقال ـ تبارك وتعالى ـ يا محمد: هؤلاء هم الحجة....

«واعلموا أنّما غنمتم من شىءٍ فأنّ لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل» الانفال/41

روى الحافظ الحسكاني ( الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبدالله الشيرازي (باسناده المذكور) عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) في قول الله تعالى:
(واعلموا أنما غنمتم...).
قال: لنا خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة أكرم الله تعالى نبيّه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين.
وروى هو أيضاً، قال: حدّثنا ابراهيم بن إسحاق (باسناده المذكور) عن مجاهد (في قوله تعالى):
(ولذي القربى) قال: هم أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يحلّ لهم الصدقة.
وروى هو أيضاً قال: حدّثنا يوسف (باسناده المذكور) عن مجاهد قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته لا تحل لهم الصدقة فجعل لهم الخمس.
وقال الإمام الغزالي: «قال (صلى الله عليه وسلم): لا تحل الصدقة لآل محمد إنما هي أوساخ الناس».
وقال العلامة محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره عند ذكر هذه الآية: «أجمع العلماء على أن المراد بـ(ذي القربى) قرابته (صلى الله عليه وسلم)».
وقال الإمام الشيخ محمد طاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير):
(وأما ذو القربى) فـ(ال) في (القربى) عوض عن المضاف إليه... والمراد هنا هو الرسول المذكور قبله، أي ولذي قربى الرسول... وذلك إكرام من الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) إذ جعل لأهل قرابته حقّاً في مال الله لأنّ الله حرم عليهم أخذ الصدقات والزكاة، فلا جرم أنه أغناهم من مال الله، ولذلك كان حقهم في الخمس ثابتاً بوصف القرابة.
وقال السيّد محمد رشيد رضا في تفسيره ـ عند ذكر هذه الآية ـ:
(ولذوي القربى)، لأنهم أكثر الناس حمية للإسلام، حيث اجتمع فيهم الحمية الدينية إلى الحمية النسبية، فإنه لا فخر لهم إلا بعلّو دين محمد (صلى الله عليه وسلم) ولأن في ذلك تنويهاً بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وتلك مصلحة راجعة إلى الملة، وإذا كان العلماء والقرّاء يكون توقيرهم تنويهاً بالملة، يجب أن يكون توقير ذوي القربى كذلك بالأولى.
ثم قال أيضاً: (روى عن زين العابدين علي بن الحسين أنّه قال: أن الخمس لنا فقيل له: أن الله يقول: (واليتامى والمساكين وابن سبيل) فقال: يتامانا، ومساكيننا وأبناء سبيلنا).
وأخرج إمام (الحنابلة ) أحمد بن حنبل في (مسنده) قال: إن نجدة الحروري سأل ابن عباس عن سهم ذي القربى، فقال: هو لنا، لقربى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قسّمه رسول الله لهم.
وأخرج الزمخشري في تفسيره قال:
(وعن ابن عباس أنه ـ أي الخمس ـ على ستّة أسهم لله، ولرسوله سهمان، وسهم لأقاربه، حتى قبض (صلى الله عليه وسلم)).
ولاريب في أنّ الحوراء الانسيّة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ممّن نزلت فيها هذه الآية الكريمة بمقتضى متواتر الروايات.

«إنا أعطيناك الكوثر» الكوثر/1

أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول (سلام الله عليه وعليها) وإليك عدداً منهم:
منهم البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: «الكوثر» قال:
«وقيل: أولاده ».
ومنهم الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال:
«الكوثر أولاده (صلى الله عليه وسلم) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظركم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلىء منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به».
ومنهم شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر:
«إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده عليه الصلاة والسلام، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه (عليه الصلاة والسلام): أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه».
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير اليضاوي.
ومنهم: عثمان بن حسن المشتهر بـ( كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ( المجالس).
ومنهم: العلامة أبوبكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل).
ومنهم: غير هؤلاء.

«ثمّ لتسألن يومئذ عن النّعيم» التكاثر/8

أخرج العلامة الآلوسي قال: ومن رواية العياشي أنّ أبا عبدالله (رضي الله عنه) قال لأبي حنيفة في الآية: ما النعيم عندك يا نعمان؟ فقال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال أبو عبدالله، لئن أوقفك الله تعالى بين يديه حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولنّ وقوفك بين يديه، فقال أبو حنيفة: فما النعيم؟ قال:
نحن أهل البيت النعيم، أنعم الله تعالى بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم إلى الإسلام، وهو النعمة التي لا تنقطع والله تعالى سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم سبحانه به عليهم وهو محمد وعترته (عليه وعليهم السلام).
(أقول) كلمة (أهل البيت) شمولها لفاطمة الزهراء (عليها السلام) بالأولوية، والأولية كليتيهما، ثم لأولادها الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، فهي وأسرتها هم المراد بـ(النعيم ) في هذه الآية الكريمة.

الاثنين، 3 مايو 2010

زهد السيدة الزهراء روحي فداها

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وال محمد


زهد الزهراء روحي فداها



 منهج أهل البيت (ع) في الزهد و العبادة،هو منهج الاسلام،بصفائه و أصالته،كما بلغه رسول الله (ص) ،فليس الزهد و العبادة في منهجهم انقطاعا عن الحياة،أو فرارا من مسؤوليات الانسان الاجتماعية،بل الزهد و العبادة عندهم تعال على متع الحياة،و تسام على أوطارها الفانية.



و العبادة في منهجهم،صياغة الحياة و مل‏ء أبعادها وفق مشيئة الله،و صفاء العلاقة معه،و شدة الارتباط به سبحانه،لذلك نجد الزهراء،العابدة الزاهدة المتبتلة التي سميت البتول لكثرة عبادتها و تبتلها،نشاهد حياتها جهادا و عملا و كفاحا و زهدا و عبادة و تبتلا.


نشاهد الزهد في عظم شخصيتها،و تسامي نظراتها،و ترفعها عن الخضوع للذات الحياة و زخارف العيش و مغريات المتع،ففاطمة في بساطة بيتها و في خشونة عيشها و في تواضع حياتها،تمثل الزهد بأدق معانيه،و تحفظ و هي في مقامها الرفيع للمرأة المؤمنة طريق المسلمة الواعية،و تعرفها قيمة الحياة،و كيفية التعامل معها،و ليس بوسع حديثنا هذا أن نلم بكل مآثر فاطمة و مناقبها في هذا المجال،فالأمثلة كثيرة و الشواهد عديدة،بل و كل حياة فاطمة أمثال و شواهد،إلا أن في اختيار بعض مآثرها،و عرض نموذج من سلوكها الإيماني الزاهد،أثرا في نفس المقتدي،و درسا للمسلم المهتدي،و منهجا للمرأة المسلمة الناضجة.


من هذه المآثر:عن أسماء عن بنت عميس أنها قالت:


«كنت عند فاطمة إذ دخل عليها النبي (ص) و في عنقها قلادة من ذهب أتى بها علي بن أبي طالب (ع) من سهم صار إليه،فقال لها: (يا بنية!لا تغتري بقول الناس:فاطمة بنت محمد،و عليك لباس الجبابرة) ،فقطعتها لساعتها،و باعتها ليومها،و اشترت بالثمن رقبة مؤمنة،فأعتقتها،فبلغ ذلك رسول الله (ص) فسر بعتقها و بارك علي» (1) .


و عن ثوبان قال:


«قدم رسول الله (ص) من غزاة له،فأتى فاطمة،فإذا هو يمسح على بابها،و رأى على الحسن و الحسين (ع) قلبين من فضة،فرجع رسول الله (ص) ،فلما رأت فاطمة ذلك ظنت أنه لم يدخل عليها من أجل ما رأى،فهتكت الستر،و نزعت القلبين من الصبيين،فقطعتهما،فبكى الصبيان،فقسمته بينهما،فانطلقا إلى رسول الله (ص) و هما يبكيان،فأخذه رسول الله (ص) منهما فقال: (يا ثوبان!إذهب بهذا إلى بني فلانـأهل بيت في المدينةـفاشتر لفاطمة قلادة من عصب،و سوارين من عاج،فإن هؤلاء أهل بيتي،و لا أحب أن يذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا) » (2) .


هذه صورة من مفهوم الزهد عند فاطمة،تعالى على الذهب و المال،و ترفع على الحلي،تعالى عليها و تحرر من زخرفها،و سلطانها،و حول كل ما فيها ليكون أداة و وسيلة لتحرير الانسان،و إنقاذ إنسانيته،لذلك باعت فاطمة القلادة،لتحرر العبد و تهب له الحرية،لتهب له الحياة،لتساهم في بناء المجتمع الاسلامي الحر،و لتكتب كلمة مضيئة في تأريخ الحرية تقرأها الأجيال و تعرفها المرأة من بعد فاطمة،و تعيها الاسر و الطبقات الحاكمة،فتقرأ أن المال و الثروة وجدت لخدمة الانسان،و لتحريره و صون كرامته،لا لاستعباده و مصادرة حريته.هكذا كان منهج أهل البيت (ع) في الحياة،و هكذا رسموا الطريق واضحا أمام الأجيال.


و هكذا ربي محمد (ص) ابنته فاطمة،لتكون مثلا حيا للمرأة المسلمة،و قدوة للفتاة المؤمنة،و نموذجا رساليا في دنيا الانسان.


و فاطمة الزاهدة،فاطمة المجاهدة،هي فاطمة العابدة المتبتلة،هي التي قال عنها ولدها السبط الحسن (ع) :


«رأيت أمي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعة،فلم تزل راكعة و ساجدة،حتى انفجر عمود الصبح،و سمعتها تدعو للمؤمنين و المؤمنات،و تسميهم،و تكثر الدعاء لهم،و لا تدعو لنفسها بشي‏ء،فقلت لها:يا اماه!لم لا تدعين لنفسك،كما تدعين لغيرك؟فقالت: (يا بني!الجار ثم الدار) » (3) .


و عن الحسن البصري:


«ما كانت امرأة في هذه الامة أعبد من فاطمة،كانت تقوم حتى تورم قدماها» (4) .


إنه خلق رسول الله (ص) ،الإيثار و حب الآخرين،و التجرد من الأنانية،و الدعاء بالرحمة و المغفرة،و حب الخير للغير،إنه القلب الكبير،الملي‏ء بالحب و العطف على هذه الانسانية،و الداعي لها بالنجاة و الهداية،فالدعوة بالخير لا تصدر إلا عن قلب نقي محب للخير،كقلب فاطمة،إنها معلمة و مربية،و مثل أعلى في عبادتها و زهدها،في سلوكها،و في بيتها،و علاقتها بابنيها و زوجها،و في وقوفها بين يدي ربها،و في عطفها على الانسانية،و حب الخير لها .


إن بوسعنا أن نعرض عن جميع هذه النعوت،فحسبنا أن نقول إن فاطمة امرأة«مسلمة»و كفى بهذه الهوية علو مقام،و رفعة درجة،و سمو منزلة عند الله تعالى.


فاطمة المحتسبة


و يبسط نور الرسالة إشعاعه في ربوع الجزيرة،و يكمل رسول الله (ص) دينه،و يبلغ رسالته،و يضع امته على المحجة الواضحة،و يثبت البناء الشامخ،رسالة و امة،و حضارة و دولة.


أكمل رسول الله (ص) مهمته على هذه الأرض و آن له أن يلتحق بربه،و يحيا حياة الخلد و النعيم،فيدنو منه نداء الأجل،و يمرض رسول الله (ص) و يشتد عليه مرضه،و فاطمة تنظر إليه فتشعر أنها هي حاملة الأم و المرض،و ينظر (ص) إليها فيراها و قد غالب عنه شخصه الكريم،و دمعة الحزن و الفراق عاجزة عن صهر أحزانها،فلم يمنعه مرضه من العطف عليها،و تخفيف الحزن و الألم عن نفسها،خصوصا و هو يعلم ما ستعانيه فاطمة بفقده،و افول ظله الكريم من حياتها .


جاءت فاطمة لتعود أباها،جاءته بخطى وئيدة حزينة حتى قربت منه فرحب بها و هش لها،ثم أجلسها إلى جنبه قائلا:«مرحبا بابنتي،ثم أعلمها بقرب أجله و رحيله،فبكت لذلك،ثم أخبرها أنها أول أهله لحاقا به فضحكت فرحا بذلك» (5) مما يدل على شدة تعلقها برسول الله (ص) إذ يختار الموت للقائه عن الحياة بدونه.


و تمر أيام المرض ثقيلة وئيدة،فيعايشها المسلمون بترقب و حذر،و تعايشها فاطمة بحزن و ألم،و يأذن الله لنبيه أن يلحق به و يمضي إلى عالمه العلوي،فيختاره تعالى إلى جواره و ينتقل إلى الرفيق الأعلى،فترزأ البشرية بنبيها،و تفقد الأرض كوكب الهداية و الرحمة،و تغلق بموته أبواب الخطاب الإلهي إلى الأبد عن هذه الأرض،و تشتد الرزية على فاطمة،و يعظم المصاب في نفسها،و تظل تعيش بعد أبيها في‏حزن و ألم،و هي ترقب ساعة اللحاق به،و العيش معه في جنات الخلد.


و لم تعش الزهراء طويلا بعد أبيها،و كما أخبرها (ص) أنها أول أهل بيته لحاقا به،فقد اختلف المؤرخون في المدة التي عاشتها فاطمة بعد أبيها،فذهب بعضهم إلى أنها عاشت خمسة و سبعين يوما،و ذهب آخرون إلى أنها عاشت ثلاثة أشهر،و قال غيرهم أنها عاشت ستة أشهر .


و لقد عاشت فاطمة هذه المدة الوجيزة صابرة محتسبة،قضتها بالعبادة و الانقطاع إلى الله سبحانه،كما ساهمت فيها مساهمة فعالة في شؤون الرسالة و الامة كقضية الخلافة و البيعة .


وقفت فاطمة إلى جانب الإمام علي (ع) ،و أحقيته بالخلافة بعد رسول الله (ص) ،و كانت تلتقي بالمهاجرين و الأنصار و تحاورهم في ذلك،و مرت عليها في تلك الأيام ظروف عصيبة أثرت في صحتها و سلامتها.إذ كانت ترى الحق يزوى عن موضعه و أن وصايا رسول الله (ص) في أهل بيته قد نسيت و انشغل الناس عنها،و خرجت فاطمة (ع) من تلك الأحداث منكسرة حزينة آيسة من الأوضاع،تحمل معها الهموم الثقال.


و قد وقع خلاف بين أبي بكر و فاطمة (ع) ،و بينها و بين عمر،حول فدك (6) *) التي‏هي نحلة أبيها التي كان (ص) قد نحلها إياها أيام حياته فجاءت تطالبه بها و بما أفاء الله على أبيها (ص) بالمدينة و بخمس خيبر،فرفض أبو بكر أن يعطيها شيئا،و رد شهادة علي و الحسنين،فطالبته بالميراث من أبيها،فقال لها:إن رسول الله قال:«لا نورث»ما تركناه صدقة،و قد دار بينها و بين أبي بكر حوار طويل كانت نتيجته أن أبا بكر لم يتراجع عن رأيه،و تمسكت فاطمة برأيها،و أكدت أن لها من ميراث أبيها ما لغيرها من المسلمين من مواريث آبائهم،و قد ورث النبي سليمان داود،كما نص القرآن على ذلك،قال تعالى: (و ورث سليمان داود) (7) ،كما أن زكريا يدعو الله تعالى أن يرزقه من يرثه،فرزقه يحيى: (يرثني و يرث من آل يعقوب و اجعله رب رضيا*يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى) (8) .


و لم تقبل تبرير أبي بكر بل قالت له:أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي؟...إلى أن قالت:و زعمتم ألا حظوة لي،و لا إرث من أبي،لا رحم بيننا،أفخصكم الله بآية أخرج منها أبي؟أم هل تقولون أهل ملتين لا يتوارثان،و لست أنا و أبي من أهل ملة واحدة؟!أم أنتم أعلم بخصوص القرآن و عمومه من أبي و ابن عمي؟...إلى آخر خطبتها العظيمة.


و قد ظلت ملكية فدك تتقاذفها السياسات،فلما حكم الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز،ردها على أولاد فاطمة من علي بن أبي طالب،فلما لامه أقاربه،ذكرهم بحديث رسول الرسول (ص) :«فاطمة بضعة مني،يسخطها ما يسخطني و يرضيني ما أرضاها» (9) .


فلما توفي،اغتصبها الحكام الأمويون مرة ثانية،و عند قيام الدولة العباسية،ردها أبو العباس السفاح إليهم،إلا أن أبا جعفر المنصور أخذها منهم،ثم أعادهاالخليفة المهدي إلى ولد فاطمة مرة اخرى،و أخذها منهم الخليفة موسى الهادي و هارون الرشيد،فلما جاء المأمون ردها على ولد فاطمة،و قد نشر كتابا على اناس في ذلك،و هو طويل،و مما جاء فيه:


«قد كان رسول الله (ص) قد أعطى فاطمة بنت رسول الله (ص) فدك،و تصدق بها عليها،و كان ذلك أمرا معروفا،لا اختلاف فيه بين آل رسول الله (ص) ...فلئن كان ينادى في كل موسمـبعد أن قبض الله نبيه (ص) ـأن يذكر كل من كانت له صدقة أو هبة أو عدة ذلك،فيقبل قوله و تنفذ عدته،إن فاطمة رضي الله عنها لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل (ص) لها» (10) .


فلما صارت الخلافة للمتوكلـو هو أشد الناس بغضا لأهل البيت (ع) ،كما هو معروف تاريخياـسلبها منهم.


تعليقات:


1ـالطبري/ذخائر العقبى/ص 51،و أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ،الحاكم/المستدرك/ج 3/ص 152،و الصدوق في العيون.السهم:ما يوزع على المجاهدين من غنائم الحرب التي يغنمها المسلمون في الجهاد.رقبة مؤمنة:عبدا مملوكا مؤمنا.


2ـالمصدر السابق،و روى الصدوق نحوه في الأمالي،و أبو داود في سننه،و أحمد في مسنده.


و استندنا في استخراج هذه المصادر و غيرها من كتاب فضائل الخمسة في الصحاح الستة للسيد الفيروزآبادي،و كتاب نجمة البيان في تفضيل سيدة النسوان للسيد عبد الرسول الشريعتمداري الجهرمي،و عوالم العلوم و المعارف و الأحوال للبحراني و الاصفهاني و غيرها.قلبين:سوارين .


3ـالسيد عبدالرزاق كمونة الحسيني/النفحات القدسيد في الأنوار الفاطمية/الفصل 13/ص 45،الأربلي/كشف الغمة/ج 2/ص 94،الكاشاني/المحجة البيضاء/ج 4/ص .208


4ـالمجلسي/بحار الأنوار/ج 43/ص .84


5ـابن سعد/الطبقات الكبرى/ج 2/ص .47


6ـفدك:قرية زراعية من قرى الحجاز تقع بالقرب من خيبر،و قد صالح أهلها النبي على نصف حاصلها و هي ملك رسول الله (ص) فقد أفاء الله عليه بلا حرب و لا قتال. (و ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل و لا ركاب و لكن الله يسلط رسله على من يشاء و الله على كل شي‏ء قدير) (الحشر/6) .


فعن أبي سعيد الخدري قال:«لما نزلت: (و آت ذا القربى حقه) دعا رسول الله (ص) فاطمة (ع) فأعطاها فدكا».


و عن ابن عباس قال:«لما نزلت: (و آت ذا القربى حقه) أقطع رسول الله (ص) فاطمة (ع) فدكا» .راجع مجمع الزوائد للهيثمي/ج 7/ص 49،ميزان الإعتدال للذهبي/ج 2/ص 228،و كنز العمال/ج 2/ص 158،و أخرجه الحاكم في تاريخه و ابن النجار و غيرهم،نقلت هذه الفقرات عن فضائل الخمسة في الصحاح الستة للفيروزآبادي/ج 3/ص .136


7ـالنمل/ .16


8ـمريم/6، .7


9ـابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 4/ص .103


10ـالبلاذري/فتوح البلدان/ط بيروت/ص .46